هل كان نبي الله إدريس عليه السلام تاجر ؟ هذا السؤال يتكرر كثيرًا عبر محركات البحث، ويحتاج إلى إجابة موثوقة تستند إلى مصادر إسلامية معتمدة. نبي الله إدريس، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم بصفته صديقًا ونبيًا، كان من أوائل الأنبياء بعد آدم وشيث، واشتهر بالحكمة والعبادة. تنتشر بعض الادعاءات التي تزعم أن إدريس عليه السلام كان يعمل بالتجارة، لكن لا يوجد دليل صحيح في القرآن أو السنة يثبت ذلك.
الحقيقة أن مهنة نبي الله إدريس عليه السلام كانت الخياطة، لا التجارة، كما تؤكد كتب التفسير مثل تفسير ابن كثير والقرطبي. وقد ورد أنه كان لا يغرز إبرة إلا وذكر الله، مما يدل على تقواه واجتهاده في العبادة أثناء العمل. إذًا، القول بأن إدريس عليه السلام كان تاجرًا هو قول خاطئ وغير مدعوم بالأدلة الشرعية، ومن المهم التمييز بين الحقائق الدينية والإشاعات المنتشرة للحفاظ على مكانة الأنبياء وقصصهم الصحيحة.
هل كان نبي الله إدريس عليه السلام تاجرًا؟
سؤال قد يتبادر إلى أذهان البعض، خصوصًا مع كثرة تداول معلومات غير موثقة على وسائل التواصل. فهل بالفعل عمل نبي الله إدريس بالتجارة؟ دعونا نبحث عن الحقيقة من خلال الكتب والمصادر الإسلامية.
من هو إدريس عليه السلام؟
إدريس عليه السلام هو أحد أنبياء الله، ذُكر في القرآن الكريم في سورتي “مريم” و”الأنبياء”. وقد أثنى الله عليه فقال:
“وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا” (مريم: 56).
واسمه الحقيقي “أخنوخ”، وهو من نسل شيث بن آدم عليه السلام، وذُكر أنه أول من استخدم القلم ودوّن به، وأول من خاط الثياب ولبسها، بعد أن كان الناس يلبسون الجلود.
هل كان نبي الله إدريس عليه السلام تاجر ؟
الجواب: لا.
لم يرد في القرآن الكريم ولا في الأحاديث الصحيحة ولا في كتب التفسير الموثوقة كـ “تفسير الطبري” أو “القرطبي” أو “ابن كثير” أي نص يفيد أن إدريس عليه السلام كان يعمل تاجرًا.
إذًا ما كانت مهنته؟
تشير الروايات الإسلامية إلى أن إدريس عليه السلام كان خياطًا. فقد ورد في “الجامع لأحكام القرآن” للقرطبي أن إدريس كان يخيط الثياب، وكان يذكر الله عند كل غرزة.
وقال ابن كثير في “البداية والنهاية”: “وكان خياطًا، وكان لا يغرز إبرة إلا قال: سبحان الله”.
من أين جاءت فكرة كان نبي الله إدريس عليه السلام تاجر ؟
قد يكون هذا خلطًا بينه وبين أنبياء آخرين، مثل النبي محمد ﷺ الذي عمل بالتجارة في شبابه، أو النبي شعيب عليه السلام الذي بُعث إلى أصحاب مدين وكان فيهم تجار، فحدث اللبس. كما أن بعض الناس يربطون “الصلاح” بالتجارة الحلال، فيتخيلون أن جميع الأنبياء عملوا بها، وهذا غير دقيق.
لماذا تهمنا هذه التفاصيل؟
لأن معرفة سيرة الأنبياء بدقة تُعلمنا الصدق والأمانة والاجتهاد. كما أن تحري الحقيقة يعكس احترامنا لسيرهم وعدم نسب ما لم يُثبت عنهم.
الخلاصة كان نبي الله إدريس عليه السلام تاجر :
القول بأن نبي الله إدريس عليه السلام كان تاجرًا هو قول غير صحيح.
بل الصحيح – حسب ما جاء في المصادر الإسلامية الموثوقة – أنه كان خياطًا وعبَدَ الله حق عبادته، وكان من الصالحين الصديقين.
رسالة المقال:
فلنحرص على توثيق المعلومات الدينية، وعدم ترديد كل ما نسمع، خاصة فيما يتعلق بأنبياء الله، لأنهم قدوة البشر، ويجب أن تُروى سيرتهم بأمانة.