هل بذور الاكبي تساعد على الحمل؟ إليك ما يقوله الطب الشعبي والعلم الحديث

هل بذور الاكبي تساعد على الحمل؟ تعتبر هذه البذور إضافة مفيدة للنظام الغذائي، وقد تساعد بعض النساء على تحسين الخصوبة بفضل خصائصها التي تدعم توازن الهرمونات. إلا أن الطب العلمي يشير إلى أن تأثيرها على الحمل السريع لا يزال غير مثبت بشكل قاطع، وأنها مفيدة أكثر في تنظيم الدورة الشهرية و تحسين التبويض في حالات معينة فقط مثل متلازمة تكيس المبايض. ومن المهم استشارة الطبيب دائما قبل تناول بذور الكتان أو زيتها، خاصة في حالة وجود أي مشاكل صحية متعلقة بالخصوبة و الحمل.

ما هي بذور الاكبي؟

بذور الأكبِي، أو بذور الكتان، هي بذور صغيرة ذات لون بني أو ذهبي، وهي تعد من الأغذية الغنية بالألياف والأحماض الدهنية أوميغا-3، إضافة إلى احتوائها على فيتويستروغينات (Phytoestrogens) وهي عبترة عن العديد من المركبات النباتية مشابهة لهرمون الإستروجين. كما يُعتقد أن هذه الخصائص التي تحتويها قد تساعد في تحسين توازن الهرمونات، مما يعزز الخصوبة لدى النساء.

هل بذور الاكبي تساعد على الحمل؟ إليك ما يقوله الطب الشعبي

تعتبر بذور الأكبي (التي يُقصد بها في الغالب بذور الكتان) من النباتات التي تُستخدم في العديد من العلاجات الشعبية عبر العصور، حيث يُعتقد أن لها فوائد صحية متعددة، بما في ذلك تحسين الخصوبة وزيادة فرص الحمل. لكن، هل فعلاً بذور الأَكْبِي تساعد على الحمل؟ وهل توجد أدلة علمية تدعم هذا الاعتقاد؟ اليوم سنتناول فوائد بذور الأَكْبِي في تحسين الخصوبة بناءً على ما يقوله الطب الشعبي والعلمي معا.

في الطب الشعبي، يُعتقد أن بذور الأَكبي قد تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتحفيز الإباضة لدى النساء. ويتم تناول بذور الكتان إما كحبوب كاملة أو كزيت، ويُقال إنها تسهم في تقوية الجهاز التناسلي لدى النساء، مما يساعد على تحقيق الحمل بشكل سريع. والعديد من الثقافات التقليدية ترى أن بذور الأَكبِي ايضا تعزز الدورة الدموية في منطقة الحوض، مما يساعد على تحسين وظيفة المبايض ايضا.

هل بذور الاكبي تساعد على الحمل؟ إليك الحقيقة العلمية المستندة إلى الأدلة

حتى اليوم، لا توجد دراسات قوية أو تجارب سريرية تؤكد أن بذور الكتان (أو ما ما تسمى ببذور “الأَكْبِي”) انها تؤدي إلى “الحمل السريع” بشكل مباشر. فمعظم الأبحاث المتوفرة تتناول تأثيرات عامة على الهرمونات و صحة الإنجاب، وليس تحديدًا تسريع حدوث الحمل.

اليك مراجعة منهجية (Meta‑analysis) لـ 10 تجارب عشوائية (RCTs) خلصت إلى أن مكملات بذور الكتان لم تُظهر تأثيرًا ايجابيا او معنويًا على هرمونات مثل FSH أو SHBG أو التستوستيرون.

1. تحسينات محتملة في بعض الحالات مثل تكيس المبايض (PCOS)

خرجت دراسة حديثة في (2025) أشارت إلى أن استهلاك بذور الكتان قد يساهم في تعديل المعدل LH/FSH عند مرضى متلازمة المبيض ومتعدد التكيسات (PCOS)، مما قد يُحسن التبويض لديهم . لكن، الدراسة لم تُثبت تسريع حدوث الحمل فعلاً بل قدمت فقط مؤشرات على تحسن في بعض المؤشرات الهرمونية فقط.

2. لتحسين نتائج التلقيح داخل المختبر (IVF) لدى حالات ضعف مبيض (DOR)

في دراسة منشورة عام 2024، أظهر زيت بذور الكتان (وليس البذور الكاملة) تحسينات ملحوظة في جودة البويضات والأجنة خلال علاجات الإنجاب مع المساعد ART، مثل:

ارتفاع معدلات تلقيح البويضات، مع ظهور أجنة بجودة عالية ، وزيادة في معدل تكوّن الأجنة المسمى (Blastocyst) . وهذا يشير إلى أن زيت الكتان قد يكون مساعدًا في تحسين نتائج ART، لكنه ليس ضمانًا مؤكدا لحدوث حمل سريع في الظروف الطبيعية.

3. مخاطر محتملة أثناء الحمل

هناك بيانات تشير إلى أن استخدام زيت بذور الكتان خلال الثلثين الأخيرين من الحمل قد يؤدي الى زيادة خطر الولادة المبكرة ودالك بمقدار أربع مرات، بينما لم يُلاحظ هذا الخطر مع تناول البذور الكاملة . لذلك، يُوصى بالحذر، خاصةً أثناء الحمل، ويُفضل مناقشة الأمر مع طبيب النساء والتوليد.

هل بذور الاكبي تساعد على الحمل؟ اليكم الخلاصة:

لا توجد أدلة علمية قوية تدعم أن بذور الأَكْبِي او (الكتان) تُساعِد على “الحمل السريع” بشكل مباشر.
قد يكون هناك بعض التحسينات الهرمونية عند حالات مثل PCOS أو أثناء العلاجات المساعدة مثل IVF، لكن هذه ليست ضمانًا للحمل السريع.
يجب التعامل بحذر مع زيت بذور الكتان أثناء الحمل بسبب بعض المخاطر المحتملة.
الأفضل دومًا استشارة طبيب مختص قبل تناول أي مكملات أو بذور بقصد تحسين الخصوبة أو تسريع الحمل.

المصادر والمراجع العلمية

1. تأثير بذور الكتان على هرمونات الإنجاب (دراسات RCT ومراجعات)

مراجعة منهجية (Meta-analysis) لـ10 تجارب سريرية عشوائية لم تجد تأثيرًا معنويًا لبذور الكتان على هرمونات مثل FSH أو SHBG أو التستوستيرون وغيرها.
دراسة حديثة (2025) تناقش أن مكملات بذور الكتان قد ترفع FSH وتقلل نسبة LH/FSH في حالات متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS) .
تجربة سريرية (2020) تناولت مكملات بذور الكتان لدى نساء مصابات بـPCOS، وركزت على الحالة الأيضية والهرمونية.

2. تأثير زيت بذور الكتان في علاجات الإنجاب (ART)

دراسة نشرت عام 2024 توضح أن زيت بذور الكتان حسَّن جودة البويضات والأجنة، ورفع معدلات التخصيب وتكوين الأجنة (Blastocyst) لدى النساء اللاتي لديهن احتياطي مبيض منخفض (DOR) .

3. المخاطر المحتملة عند استخدام زيت بذور الكتان أثناء الحمل

دراسة كندية (2008) وجدت أن استخدام زيت بذور الكتان خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل يرتبط بزيادة خطر الولادة المبكرة (Preterm birth) بمقدار أربع مرات مقارنة بعدم استخدامه .
تقرير طبي أكّد أن النساء اللواتي استخدمن زيت بذور الكتان خلال هذه الفترة كن أكثر عرضة للولادة المبكرة، وخلص إلى أن الحذر واجب .
موقع Healthline أيضًا ذكر أن المعاهد الوطنية للصحة NIH تشير إلى أن الزيت قد يُزيد من خطر الولادة المبكرة عند استخدامه في الثلثين الأخيرين من الحمل .
خبر صحفي لصحيفة Health أشار إلى توصية بتجنب زيت بذور الكتان أثناء الحمل بسبب المخاطر المحتملة، رغم فوائده في حالات أخرى مثل خفض ضغط الدم أو الكوليسترول .

4. دراسات حيوانية حول الزيوت وتأثيرها على الإنجاب

دراسة تجريبية حديثة (2025) على الفئران أظهرت أن زيت بذور الكتان له تأثيرات سلبية على الخصوبة، حيث لم يُسجّل حامل واحد في المجموعات المعالجة، وظهرت تغيرات في الخصى وعدد الحيوانات المنوية (azoospermia).