قصة قصيرة للاطفال: سُكرية والسنجاب الصغير – قصة عن اللطف والصداقة

قصة سُكرية والسنجاب الصغير هي قصة قصيرة للاطفال تحمل معاني جميلة عن اللطف والصداقة الحقيقية. بأسلوب بسيط ومشوق، تُعلّم الأطفال كيف يمكن لعمل صغير من الخير أن يصنع فرقًا كبيرًا في حياة الآخرين، وتُغرس فيهم قيمة التعاون ومساعدة من يحتاج. قصة مثالية لوقت النوم وتوجيه الطفل نحو مشاعر إيجابية وطيبة.
سُكرية والسنجاب الصغير – قصة قصيرة للاطفال عن اللطف والصداقة
في غابة بعيدة، حيث الأشجار ترتدي ألوانًا من ذهب، وتغني الطيور ألحان الفجر، كانت تعيش قطة صغيرة تُدعى سُكرية. كانت بيضاء ناعمة مثل غيمة في يوم صيفي، وعيونها تشع بلون العسل، تمشي بخطى هادئة، وتحب السلام والهدوء.
كل صباح، كانت سُكرية تخرج من بيتها الصغير المبني بين الجذور، وتتوجه إلى شجرة تفاح كبيرة في وسط الغابة. كانت هذه الشجرة بمثابة صديقتها السرية؛ تهمس لها أوراقها، وتقدّم لها ظلاً بارداً ومكانًا جميلاً للتأمل.
وفي صباح خريفي، حين تساقطت أوراق الشجر كالنجوم، سمعت سُكرية صوتًا خافتًا، ليس تغريدًا ولا زقزقة… بل بكاء.
توقفت، وأمالت أذنها نحو الشجرة. اقتربت بخفة القطة، حتى وجدت خلف الجذع الصلب سنجابًا صغيرًا، جالسًا على الأرض، يغطي وجهه الصغير بيديه، ويهتز من البكاء.
اقتربت منه بلطف وهمست:
“مرحبًا أيها السنجاب، ما الذي يبكيك؟”
رفع السنجاب عينيه البنيتين، وكانتا ممتلئتين بالدموع، وقال:
“لقد كنت أجمع البندق طوال الأسابيع الماضية لأستعد للشتاء، لكن الأمطار جرفت مخبئي… ولم أعد أملك شيئًا! كيف سأعيش حين يبرد الجو؟!”
سكتت سُكرية للحظة، ثم جلست بجانبه وقالت بابتسامة دافئة:
“لا تبكِ، لكل مشكلة حل… سأساعدك. لنجمع طعامًا جديدًا معًا، وسأبقى معك حتى تملأ مخبأك من جديد.”
نظر إليها السنجاب بدهشة:
“حقًا؟ لكن لماذا تساعدينني؟ لا تعرفينني حتى!”
ضحكت سُكرية وقالت:
“الصداقة تبدأ بكلمة طيبة، وتكبر بفعل طيب. والقلوب الطيبة لا تنتظر المقابل.”
شعَر السنجاب بدفءٍ لم يشعر به من قبل، وبدأ اليوم مع سُكرية في البحث عن البندق والجوز والتفاح. تسلقوا الأشجار، وحفروا تحت الأوراق، حتى غابت الشمس وأصبح المخبأ الجديد ممتلئًا بالأطعمة الطازجة.
وقبل أن تغادر سُكرية، قدّم لها السنجاب تفاحة حمراء صغيرة وقال:
“احتفظي بها، إنها أول ثمرة من مخزوني الجديد… وأريد أن تكون من نصيبك.”
ابتسمت سُكرية، واحتضنت التفاحة بلطف، وقالت:
“سأحتفظ بها، ليس كطعام… بل كذكرى جميلة عن بداية صداقة لن تنتهي.”
ومنذ ذلك اليوم، صار السنجاب لا يبدأ صباحه إلا برؤية سُكرية، وصارت هي تجد في صداقته سعادة لا تشبه أي شيء آخر.
درسنا اليوم من سُكرية والسنجاب الصغير
اللطف الحقيقي لا يُقاس بما تملكه، بل بما تقدّمه للآخرين من حب وحنان. الصداقة تبدأ بخطوة صغيرة، لكنها تكبر مع كل موقف صادق.